٠٨ أبريل ٢٠٠٨

كنت هناك في المحلة الكبري




هل حان لي أن أقول أنني من أبناء المحلة

تلك المدينة التي شهدت الأشهر الماضية أحداث واضرابات ومظاهرات كان أخرها يوم 6 ابريل الماضي والذي وضعها في بؤرة الضوء وتحت أنظار العالم كله

أنا لم اكتب هذه الكلمات إلا وأنا اعتقد بصدقها وموضوعيتها لحدث عشته بنفسي وعقلي وقلبي

بدا الموضوع عندنا في المحلة كما تعلمون منذ أكثر من شهرين عندما أعلن عمال شركة غزل المحلة عن إضراب خاص بهم يوم 6 ابريل

منذ أسبوعين فقط بدا الهمس الذي تحول إلي صياح وايملات ورسائل محمول وجرو بات علي الانترنت كل هذا يدعوا إلي الإضراب

كنّا في أوج عملنا وانشغالنا بانتخابات المحليات

كان الموضوع يتطور بسرعة غريبة وكبيرة لا يتوقعها احد

وتفاعل الناس مع الإضراب بشكل لم يسبق له مثيلا

وأنا أيها الأحباب مصري لذلك تفاعلت بدوري مع الإضراب وبدأت أدعو بين معارفي إلي إضراب سلمي لا يخرب فيه دكان ولا تحرق فيه شجرة ولا تكسر فيه عربة

في اقل من أسبوع عرفت مصر من أقصاها إلي أدناها بالإضراب

وكان من الطبيعي أن يأتي كل من يعرفني ليسألني عما سأفعله يوم 6 ابريل وما موقف الأخوان منه؟

كنت أجيب عن الشق الأول من السؤال أنني مع الإضراب السلمي كما قلت مضرب بصفتي الشخصية وبصفتي الفردية وبصفتي المصرية وليس بصفتي الاخوانية

فا أنا مصري قبل أن أكون من الإخوان

أما الأخوان فعلي حد علمي لم يتحدد موقفهم حتى الآن كجماعة

كنت أجيب بهذا علي كل من يسألني

حتى صدر أول بيان من مكتب إرشاد الجماعة بمباركة الإضراب السلمي ومباركة اخذ الحقوق بالطرق المشروعة ودون تخريب أو تدمير ومع ذلك كان البيان مبهما ولم يحدد هل الأخوان مع الإضراب أم لا ؟

حتى صدر البيان الثاني والذي يؤكد بشكل قاطع عدم مشاركة الإخوان في الإضراب

لا أخفيكم القول أن هذا الخبر وقع كالصاعقة علي راسي مثل كثير من الأخوان

ولكنني قررت بيني وبين نفسي أن انزل بصفتي الشخصية

وقدر الله أن أدرك كم كان قرار الأخوان بعدم المشاركة في الإضراب قرارا حكيما وبعيد النظر

وأرجوكم لا داعي لسوء الظن فانا في هذا المقال فانا لا أدافع عن الأخوان كجماعة ولكني أدافع عن رأيي الذي خرجت به بعد اليوم الأول من الإضراب

كان هناك كلام يتناثر هنا وهناك بان المضربين في المحلة الكبري أعلنوا أنهم لن يجدوا محلا مفتوحا إلا وكسروه وارتجف قلبي عندما سرت الشائعة كما يقولون سريان النار في الهشيم وتحول الحديث عن الإضراب بين الناس إلي حوار عن التخريب وأيقنت أن اليوم لن ينتهي علي خير

وحدث ما توقعته تماما فانا اكتب لكم هذا المقال مساء يوم 6 ابريل من المحلة الكبرى

--- من مدينة المحلة الكبري التي تحولت من إلي ثكنة عسكرية وقطعت عنها المواصلات من جميع الأنحاء ولم يصل إليها من الصباح الباكر إلا قطار واحد

- من المحلة الكبري والتي تحول الميدان الرئيسي بها (الشون) و(شارع البحر؟) و(العباسي الجديد) ألي كتل من النيران أشعلها المضربون عندما قطع عليم الأمن الكهرباء

- اكتب لكم من المحلة الكبري وقد اعتقل الأمن العشرات وسقط العشرات مختنقين تحت وطاءة القنابل المسيلة للدموع

- اكتب لكم من المحلة الكبري والتي شهدت اليوم يوما لم تشهده منذ عشرات السنين والذي سيظل في ذاكرة كل من شهدوه طويلا

- اكتب لكم من المحلة الكبرى والتي لم يجد فبها المتظاهرون كشكا خشبيا إلا واحرقوه ولم يجدوا محلا مفتوحا إلا ودمروه حتى النخل في شارع البحر لم يسلم من الحرق

فأي إضراب هذا ؟ قد يظن ظان بالإثم أنني انتقد الإضراب فأقول لهذا

والله انك لا تعلم مدي سعادتي اليوم وأنا أري هذا الشباب ينتفض من اجل حياة أفضل

شباب لم يعد يملك أي شي يخاف عليه فلم يعد يخاف

كم كانت سعادتي غامرة وأنا آري الشباب يتظاهر وهو الذي لا ينتمي لحزب أو جماعة

يتظاهر بمفرده في مظاهرات وهي التي كانت( المظاهرات )حكرا علي الجماعات والمنظمات وحدها

كنت سعيدا وهو يتحرك ويتكلم ويهتف بلا خوف ولا وجل وقد تكون المرة الأولي الذي يتظاهر فيها

كنت سعيدا

وكنت غاضبا أيضا

كنت غاضبا لأنه لم يوجد من يقود هذه الجموع الغاضبة

كنت غاضبا من ممارستهم الخاطئة من التخريب والتدمير من سبهّم للنظام سبابا فاحشا لا يليق

كنت غاضبا من الإضراب الذي لا تقوده فئة ولا تنظمه جماعة

ولكن أي جماعة كانت تستطيع أن تبوء بحمله

قد يقول قائل الأخوان بثقله السياسي وبما لديه من حضور قوي في الشارع المصري

أقول له اعتقد أن الاشتراك في إضراب كهذا هو الزلة التي ينتظرها النظام للإخوان حتى يعيدها عليهم سنين كسنين جمال عبد الناصر

لم يعد الآن علي الساحة السياسية بعد الأخوان إلا حركة كفاية والتي شاركت مشاركة ملحوظة في هذا الإضراب ودعمته في بدايته ولكنا لن تستطيع أن تنوء بحمله أبدا

ولن تستطيع أي جماعة أن تتحمله بمفردها

الإضراب الحقيقي اكبر من أي جماعة أو حركة أو منظمة ويوم أن يحدث هذا الإضراب لن يستطيع احد أن يقف أمامه أو يوقفه

سينطلق هادرا إلي هدفه إلي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا

واعتقد وهذه كلمتي الأخيرة أن هذا الإضراب جاء بمثابة صدمة قوية وصفعة علي الخدين للنظام الذي كان يخاف من الأخوان لاستطاعتهم تحريك وإثارة الشارع

فماذا سيفعل اليوم وقد تحرك الشارع بمفرده؟

هناك ٣ تعليقات:

جنّي يقول...

الأخ الكريم محمد كمال
السلام عليكم
المرة الأولى التي أمر فيها على مدونتك لأني مدون جديد ( لانج ) ..تصفحت مدونتك الرائعة وجزاكم الله خيرا .. أما عن البوست الجديد الخاص بالمحلة .. لعلها رسالة قوية إلى الحكومة المذعورة أمام ثورة النت والفاس بوك .. رسالة تقول أن البديل عن الحرية والقهر والذل والفقر والتزوير وبيع البلاد وقهر العباد هو هذا البديل ..
مع تحياتي ..
يشرفني زيارتك لمدونتي المتواضعة

غير معرف يقول...

الأخ الفاضل تحياتي لك و لقد أعجبني مقدمة المدونة لكن طبعا لي العديد من التحفظات وفقك الله

غير معرف يقول...

جني
aydy
شكرا علي المرور

الاخ aydy

ممكن تذكر ايه هيه التحفظات دي
وانا عارف ان ان شاء الله هستفاد
شكرا مرة اخري