٠٩ أبريل ٢٠٠٨

مشفتش مصر يابني

فاجأني هذا السؤال بالفعل وتلك السيدة المسنة تستوقفني في طريقي
اعتقدت أنها ستطلب شيا لله فوضعت يدي في جيبي لأخرج ما فيه النصيب إلا أنها بادرتني بهذا السؤال اعتقدت أنني لم اسمع السؤال جيدا فأخرجت من جيبي ورقة مالية وهممت أن أعطيها إياها فرفضت بإصرار
تركتها لأمشي وأنا أتعجب منها إلا إنها تمسكت بي وهي تعيد السؤال مرة أخري
مشفتش مصر يابني؟
كان من الطبيعي أن أرد لأفهم
- مصر مين ياحاجة
- مصر يابني
هنا بدا الموضوع يشدني فقلت لأخفف عنها
- طيب مدّوري عليها كويس
- مش لاقياها يابني مش لاقياها
- مش لاقيه إيه بس مش يمكن نستيها في البيت
- ردت في مرارة هي مصر بتنسي بابني
هنا بدا يجتاحني شيء من الكآبة وقد بدأت أتفهم موقف العجوز واشعر بها التي أصبحت تحيا كالغريبة في وطنها الذي لم يعد فيه مكان للعجائز
ثم قلت في خفوت
-ما إحنا في مصر يا أمي
قالت في انكسار ومرارة
-مش هي دي مصر اللي أنا عارفاها
هنا بدأت جيوش الكآبة تغزوني فحاولت أن أضع الورقة المالية في يدها فرفضت بإصرار للمرة الثانية وأخذت تبتعد في خطي منكسرة وهي تقول في صوت خفيض
- مصر راحت فين مصر راحت فين
- ثم يأتيني صوتها وهي تستوقف شاب آخر وتسأله
- مشفتش مصر يابني؟

ليست هناك تعليقات: