٠٤ أبريل ٢٠٠٨

عشر دقائق

كنت كلما سمعت كلمة زوار الفجر هذه أفكر فيها كثيرا فيدفعني التفكير فيها إلي سؤال لا اعرف له تفسيرا حتى هذه اللحظة
لماذا لا يأتون إلا في الغسق الأخير من الليل ؟
لماذا لا يأتون مثلا في الظهر أو بعد صلاة العصر؟
لماذا لا يأتون مثلا وقت أعدت الأسرة الغداء فيطرقون الباب فيخرج لهم رب البيت المطلوب احضارة فيطلبوا منه هذين الطلبين البغيضين
أن يسمح لهم بالتفتيش (ده لو طلبوا السماح من أساسه) وان يحضّر
نفسه ليذهب معهم 10 دقائق فقط ويرجع
سؤال جانبي قصدهم بعشر دقائق (10 أسابيع-10 شهور-10سنين)
المهم يعزمهم علي الغداء فيعتذر الظابط المكلف بالمهمة محرجا (خد بالك من كلمة محرجا دي) فيحلف عليهم إنهم مش عاملين أي حاجة ألا لمّا يأخذوا واجب الضيافة وكلمة من هنا وكلمة من هنا يوافق الظابط أن يأخذ كوب من عصير الطماطم بالجزر الذي يحبه ثم يبدأ الرجل في تجهيز نفسه لرحلة طويلة لا يعلم نهايتها إلا الله ولا ينس أن يودع زوجته وأولاده فيخبره الظابط أنها عشر دقائق فقط لا أكثر فيرد في سخرية مهذبة دا المسافة من هنا لمقر ساعدتك تاخد أكثر من ساعة ثم يتوجه إلي طفله الذي لم يكمل عامه الثالث عشر فيقول له (أنا عايز لما ارجع ألاقيك في كلية هندسة ولا طب عايزك ترفع رأسنا)ثم يتوجه إلي ابنته ذات الأحد عشر ربيع(لو اجوزتي وجبتي واد سميه علي اسمي ولو جبتي بنت سميها علي اسم الحاجة)
المهم نرجع للسؤال اللي أتسال في بداية المقال لماذا لا يأتون إلا في الغسق الاخير من الليل
هناك عدة تفسيرات نستعين علي الشقا بالله ونأخدهم واحد واحد
1- أن الظباط في وردية النهار مش بكونوا فاضين للكلام ده لأنهم بيكونوا مشغولين إنما وردية بليل مبيعملوش أي حاجة عشان كده هما بيشغلوهم أحسن مهما قاعدين فاضيين وأهو كله أكل عيش (وده طبعا تفسير لواحد ظريف سألته مرة السؤال ده)
2-نأتي بقي للتفسيرات الجادة هناك من يقول حتى يضمنوا وجود المطلوب إحضاره وهو تفسير مقنع بس كل الناس دلوقتي عرفت اللي فيها والي شاكك إن ممكن حد يجيله بالليل لم يعد ينام في بيته وكنت باسمع عن ناس بترجع البيت الفجر وتنام مطمئنة علي أساس إنهم ضمنو إن مفيش أي حاجة حتحصل
3-تفسير أخر يقال لي (حتى يرهبوا الجيران فلا يخالطوه ولا يخالطوا عائلته) وهو تفسير ممكن أن يكون مقنعا لو أن هذا الشخص المطلوب احضارة غير معروف بالتقوى والصلاح في منطقته ووسط جيرانه بل إن جيرانه يعرفون تمام المعرفة انه لم يقبض عليه لسؤء سلوك مثلا أو لأنه تاجر مخدرات أو حرامي قروض, قد يتجنبوه تقية وهذا في الغالب لا يحدث ولكنهم لن يكرهوه وسيكون أول من يهديهم الله إليه لحل مشاكلهم وفك ضائقتهم وأزماتهم
والنقطة الأخيرة هنا ما ذنب الأطفال ؟ وماذا جنوا حتى يروا حرمة البيت تنتهك بهذه الطريقة وهذا الشكل؟ وهم الذين يتأثرون بأقل شيء وينطبع في ذهنهم أي شيء تخيل هذا الطفل وهو يسال أمه عن أبيه لماذا أخذوه فترد عليه من بين دموعها لأنه بيصلي في الجامع فيسألها مرة ثانية يعني هما بياخدوا كل اللي بيصلي في الجامع ؟
-ايوه يا حبيبي
- خلاص أنا هروح اصلي بكره وكل يوم عشان ياخدوني وأروح لبابا.

هناك تعليقان (٢):

Unknown يقول...

اولا مدونتك قوية
وفى الكثير دى اول مرة امر من هناا
لكن ان شاء الله امر تانى

احترامى

مصر اللى مشفتهاش يقول...

أنا رأى اهم مختارين المعاد ده بالذات عشان يشبعوا رغبتهم فى رؤية الناس قايمة من النوم مفزوعة.. ويحسوا انهم كسبوا اول مكسب بالرعب اللى سببوه له .. وخصوووووووصا انهم مش بيخبطوا على الباب زى البشر العاديين لا .. دول بيستخدموا أطرافهم الاربعة ومعاهم الجرس اللى بيكونوا كأنهم اول مرة يشفوه فى حياتهم ..